زهراء الجنه مؤسسة الموقع
النوع : عدد المساهمات : 173 تاريخ التسجيل : 01/08/2009
| موضوع: روسيا وسوريا تكامل مصالح وتضارب استيراتيجيات الجمعة نوفمبر 13, 2009 8:44 pm | |
| أكدت موسكو أن محادثات الرئيسين بشار الأسد وديمترى ميدفيديف في التاسع عشر من الشهر الحالي أثبتت اتفاق الجانبين حول جميع القضايا والمسائل التي تم بحثها، وتطابق وجهات نظرهما حيالها وخاصة تجاه المسألة اللبنانية.وفيما أبدى مصدر دبلوماسي روسي في دمشق استغرابه مما نشرته بعض وسائل الإعلام من «أن محادثات الأسد وبوتين كشفت عن تباين في مواقف بلديهما في شأن لبنان» وأنه «بدا ان الموقفين مختلفان إزاء الوضع في لبنان»، نفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس وجود «أي اختلاف» بين دمشق وموسكو حول الشأن اللبناني، مؤكداً أنه على العكس من ذلك، فقد كان الرئيسان متفقين حول جميع القضايا التي تركز عليها البحث وخاصة الشأن اللبناني. وفي قراءة دقيقة لبعض ظروف البلدين تظهر خلفية القمة وآثارها على مستقبل ودور كل منهما في منطقة تعج بالمشاكل ومشاريع الحلول. موازاة ذلك قالت أوساط سياسية سورية متابعة لـ«الشرق الأوسط» أن هذا التوافق كان أكثر تطابقاً حول الشأن اللبناني مما كان عليه بالنسبة للقضايا الأخرى التي كانت محور بحث. وأشارت الأوساط السورية إلى أن الرئيسين الأسد وبوتين اغتنما لقاءهما الأخير لتأكيد وقوفهما ضد أي صراع أهلي في لبنان ومع الوحدة الوطنية اللبنانية، وخاصة تأكيد موسكو على ضرورة عدم تسييس المحكمة الدولية وعدم توظيفها لأغراض سياسية لافتة إلى أن إحدى النتائج الإيجابية للزيارة الأخيرة وهي الثانية خلال عامين، هي تعيين نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف مبعوثاً خاصاً لروسيا إلى الشرق الأوسط إلى جانب منصبه، مما يعكس اهتمام الجانب الروسي في المساهمة بفاعلية في معالجة قضايا المنطقة والعودة إلى ممارسة دورها كراعٍ نزيه لعملية السلام فيها. ووصفت الأوساط السورية لقاء موسكو بأنه كان قمة للتشاور السياسي في شؤون المنطقة ومجمل التعاون الثنائي بين البلدين واستمراراً للزيارة السابقة التي قام بها الرئيس الأسد للعاصمة الروسية مطلع العام 2005 والتي كانت بمثابة انعطاف هام جداً في التطور الإيجابي للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات وخاصة في الميدان الاقتصادي، معتبرة أن الخط البياني للتعاون في صعود وتسارع على جميع الصعد ولاسيما على صعيد النفط والغاز. فموسكو التي حسمت أمرها في المسألة الجورجية بعد أكثر من عقد ونصف من تحمّل الشغب التبليسي، تمكّنت من القراءة الدقيقة للظروف الإقليمية والدولية وسددت ضربة غير قاضية لسياسات واشنطن في القوقاز لكنها تسجل في خانة ربح النقاط القابلة للصرف السياسي في غير منطقة ومنها الشرق الأوسط. وفي مقابل ذلك تمكنت دمشق أيضا من فك طوق غربي طاول احد ابرز اذرع سياساتها الخارجية في لبنان، وتوجته في قمة سورية لبنانية، ستمهد لانفتاح فرنسي على سوريا سيترجم في قمة لافتة في أوائل سبتمبر/أيلول القادم. إن ما يجمع سوريا وروسيا جوانب كثيرة، تبدأ بعلاقات الضرورة التي تستهدف مواجهة سياسات دولية تعتبر معادية في مقاييس العلاقات الدولية، مرورا بتقاطع المصالح، ولا تنتهي بالاستثمار السياسي والاقتصادي والعسكري. | |
|