زهراء الجنه مؤسسة الموقع
النوع : عدد المساهمات : 173 تاريخ التسجيل : 01/08/2009
| موضوع: توقف القلب وبقيت على لسانها الشهادة الأربعاء أكتوبر 14, 2009 4:13 pm | |
| توقف القلب وبقيت على لسانها الشهادتان !!أُدخلت إلى قسم الإسعاف امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها … وذلك إثر ذبحة صدرية شديدة … أدت إلى توقف قلبها …اتصل بي الزملاء … وطلبوا مني الإسراع لرؤيتها ، وكان ذلك في السابعة صباحاً تقريباً …هرعت إلى الإسعاف لعل الله أن يكتب لها الشفاء على يدي … فلما وصلت … وجدت أن الذبحة الشديدة أدت إلى فصل كهرباء القلب عن القلب … فطلبت نقلها بسرعة إلى قسم قسطرة القلب لعمل القسطرة وتوصيل الكهرباء لها …وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشه ورغم أن الجهاز يشير إلى توقف قلبها إلا أنه حدث شئ غريب … لم أره ، ولم أعهده من قبل !!!أتدرون ما هو ؟! لقد انتبهت المرأة وفتحت عيناها …بل تكلمت !!! لكن .. أتدرون ماذا قالت ؟! هل تظنون أنها صرخت ؟ هل اشتكت ؟! هل طلبت المساعدة ؟! هل قالت إين زوجي وأولادي ؟! هل نطقت بكلمة عن أمر من أمور الدنيا ؟! لا والله … بل كانت أول كلمة سمعتها منها كلمة التوحيد العظيمة .أشهـد أن لا إله إلا الله .. وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله ثم … ثم ماذا ؟! ماذا تتوقعون ؟! توقـف القلـب مرة أخـرى … وصاح الجهاز معلناً توقف قلبها …فحاولت مرة أخرى بالتدليك وإنعاش القلب مرة ثانية …وسبحان الله !! تكرر الأمر مرة أخرى …فُتحت العينان … ونطق اللسان بالشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .وهل تصدقون أن ذلك تكرر أمام ناظري ثلاث مرات يتوقف القلب … ثم ينطق اللسان بالشهـادتيـن ولا أسمـع كلمة أخـرى … لا أنين … ولا شكوى …ولا طلب دنيوي …إنما فقط ذكر لله ونطق بالشهادتين !! ثم بعد ذلك توفيت رحمها الله ورأيت أمراً عجباً …لقد استنار وجهها !!نعم … صدقوني … والله الذي لا إله إلا هو لقد استنار وجهها … لقد رأيته يُشع نوراً …وهكذا كانت نهايتها …قال أبو مصعب – عفا الله عنه – وهذه من علامات حسن الخاتمة إن شاء الله … فإن الله جل وعلا يقول ) يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة( وهذا من تثبيت الله لها … أن أنطقها بالشهادتين عند موتها وقد صح في الحديث عن أحمد وأبي داود عن معاذ قال r ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة )15ثم إن استنارة وجهها … وإشراقته علامة أخرى أيضاً .ففي حديث طلحة بن عبيدالله عند ما زاره عمر وهو ثقيل وفيه ( إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات ، سمعته يقول : إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ، ونفّسالله عنه كربته ، قال ، فقال عمر : إني لا علم ما هي ! قال : وما هي ؟ قال : تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمّه عند الموت : لا إله إلا الله ؟ قال طلحة ؟ صدقت هي والله هي )16 .ومحل الشاهد قوله r أشرق لها لونه … وهذا ما شهد به الأخ خالد حفظه الله بعد نطقها مراراً بالشهادتين … فهنيئاً لها ونسأل الله حسن الخاتمة .ولكن !! هل انتهت القصة عند هذا الحد ؟! الجواب لا يواصل محدثي الدكتور خالد :… فخرجت إلى زوجها معزياً فوجدته رجلاً بسيـطا … متواضع الملبس … يظهر أنه فقير الحال … فواسيته وعزيته وذكرتّه بالله ، فلم أر منه إلا التسليم والاسترجاع والرضى بما قدّر الله تعالى … ورأيت في وجهه نور الإيمان والطاعة …فقلت له : يا أخي الكريم لقد حصل من زوجتك أمراً عجباً بل أمور تبشر بالخير والحمد لله ولكني أحب أن أسألك سؤالاً … كيف كانت حياتها … وماذا كانت تصنع ؟!قال وبكل بساطة وبدون تعقيد لقد تزوجتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً … ومنذ تلك الفترة وطيلة حياتها معي لم أرها تترك صلاة الوتر وقيام الليل في ليلة من الليالي إلا أن تكون مريضة أو معذورة !! فقلت في نفسي … لمثل هذا فليعمل العاملون … نعم … قيام الليل وما أدراك ما قيام الليل ؟! إنه شرف المؤمن كما في حديث جبريل الصحيح وهو دأب الصالحين قبلنا … قال تعالى ) كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون % وبالأسحار هم يستغفرون ( الذاريات 17 – 18 .إذا ما الليـل أقبـل كابدوه فيسفـر عنهـم وهم ركوعأطار الخوف نومهـم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوعلهم تحت الظلام وهم ركوع أنين منـه تنفرج الضلـوعوصدق الله ) تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون% فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ( السجدة 16/17 .نسأل الله التوفيق لقيام الليل وعمل الصالحات وحسن الختام .كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير ( الكتاب تحت الطبع لدى دار السنة بالخبر ) | |
|